ما حكم عقوق الوالدين في الاسلام؟.. القرآن والسنة يجيبان بوضوح

يبرز الحديث عن ما حكم عقوق الوالدين في الاسلام دائما ويكون موضع سؤال، فلا يخفى على أحد مكانة الوالدين في الإسلام، فهي مكانة عظيمة ترتبط مباشرة بعبادة الله تعالى، وورد الأمر بب الوالدين مقرون بطاعته في أكثر من موضع في القرآن الكريم، وهذا يدل على عِظم هذا الواجب، ومن هنا يتكرر السؤال بين الكثيرين ما حكم عقوق الوالدين في الاسلام؟ والإجابة جاءت واضحة في النصوص الشرعية، فيعد العقوق من الكبائر، وهو من الذنوب التي تغضب الله وتُذهب البركة في العمر والرزق، فبر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله، بينما إيذاؤهما قول أو فعل يدخل ضمن دائرة العقوق، حتى لو كان بكلمة عابرة أو نظرة غير لائقة.
ما حكم عقوق الوالدين في الاسلام
حين نتأمل ما حكم عقوق الوالدين في الاسلام من زاوية اجتماعية، ندرك أنه لا يقتصر على مخالفة أمر ديني فحسب، بل يتجاوز ذلك ليؤثر في بناء المجتمع نفسه، فالأبوان هما أصل الأسرة، واحترامهما من احترام القيم والروابط التي تحفظ استقرار المجتمع، وعندما يغيب هذا الاحترام، تظهر فجوات تربوية وأخلاقية خطيرة تنعكس على الأجيال الجديدة، وأكدت الشريعة الإسلامية أن العقوق لا يرتبط ببلوغ الإنسان سن الرشد أو الاستقلال، بل يستمر بر الوالدين مهما كبر الأبناء، واستقلت حياتهم، وورد في السنة النبوية الشريفة عشرات الأحاديث التي تبين ما حكم عقوق الوالدين في الاسلام، وتحذر من عواقبه في الدنيا والآخرة، من ذلك ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال الإشراك بالله، وعقوق الوالدين"، وهذا الحديث وغيره يدل دلالة قاطعة على أن العقوق ليس مجرد سلوك خاطئ، بل ذنب عظيم يحبط العمل ويمنع الخير، قرنه النبي بالشرك بالله، وهو أخطر الذنوب، ليبين خطورته على من يقع فيه.
أشكال العقوق وكيفية التوبة منه
يتساءل البعض عن ما حكم عقوق الوالدين في الاسلام إذا كان الشخص وقع فيه دون قصد، أو تاب بعد فوات الأوان؟ والإجابة أن الإسلام دين رحمة، وفتح باب التوبة في كل وقت، غير أن التوبة من العقوق لا تكتمل إلا برد الحقوق المعنوية والمادية، وطلب الرضا من الوالدين، وبذل أقصى درجات البر والتقدير، وتشمل مظاهر العقوق رفع الصوت عليهما، تجاهل طلباتهما، الإهمال في رعايتهما خاصة في الكبر، أو حتى التقصير في زيارتهما والتواصل معهما، وكل ذلك يدخل ضمن العقوق الذي توعد الله فاعله بسوء العاقبة ما لم يتب ويرجع إلى طاعة والديه.