التلوث الاشعاعي يثير الذعر ويشعل التوترات.. أزمة نووية تطرق الأبواب

أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تسجيل التلوث الاشعاعي داخل موقع نطنز النووي، الذي يعتبر من أبرز المنشآت الحيوية في البرنامج النووي الإيراني، وذلك عقب تنفيذ إسرائيل ضربة جوية استهدفت الموقع، وأكدت الهيئة أن التلوث محصور داخل حدود المنشأة ولم ينتقل إلى خارجها، الأمر الذي يقلل من مخاطر التأثير على السكان أو البيئة المحيطة، وأوضحت أن فرق العمل المختصة تمكنت من السيطرة على التلوث الإشعاعي، وأنها تباشر في تقييم الأضرار بشكل دقيق خلال الفترة القادمة، مؤكدة أن الوضع تحت السيطرة ولا يوجد ما يستدعي القلق في الوقت الراهن.
التلوث الاشعاعي
تأتي هذه التصريحات عن التلوث الاشعاعي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بعد الهجوم الذي أسفر عن تدمير جزء من المنشأة، فأثار الأمر قلق دولي من تأثيرات أوسع على الاستقرار الإقليمي وأمن الطاقة العالمي، ويعتبر موقع نطنز من الركائز الأساسية التي تعتمد عليها إيران في تطوير برنامجها النووي، ولهذا فإن أي حادثة فيه تحظى بمتابعة دقيقة من المجتمع الدولي، وتتعامل إيران تتعامل مع هذه الأزمة بحذر، محاولة احتواء الأضرار ومنع التصعيد الذي يؤدي إلى مواجهة أوسع.
أضرار التلوث الاشعاعي
في تصريحاته، أكد بهروز كمالوندي، المتحدث باسم هيئة الطاقة النووية الإيرانية، أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت حتى الآن تُعد محدودة في طبيعتها، وغالبا ما تكون سطحية ولا تمس الجوانب الأساسية للعمل النووي، وأضاف أن الهيئة لا تزال تجهل بعض التفاصيل الدقيقة حول حجم الضرر الكامل، لكن الأوضاع المستقرة تدفع إلى عدم القلق في الوقت الحالي بشأن التلوث الاشعاعي، من جهة أخرى، أكد رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران أبلغت الوكالة بعدم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع حول موقع نطنز، مضيف أن مفاعل بوشهر النووي الواقع في جنوب إيران لم يتأثر بأي شكل من الأشكال.
التسرب الإشعاعي في حالات الطوارئ النووية
سلطت اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع (ICRP) الضوء على الإجراءات التي ينبغي اتباعها في حال وقوع التلوث الاشعاعي أو انفجار نووي، وتعتبر هذه الإجراءات ضرورية للحفاظ على سلامة الأفراد والحد من تعرضهم للإشعاعات الضارة، والتي تسبب أضرار صحية طويلة الأمد، وتتمثل الخطوة الأولى في البحث فورا عن ملجأ داخل أقرب مبنى متين، والابتعاد عن الأماكن المكشوفة، ويفضل البقاء داخل المبنى لمدة لا تقل عن 24 ساعة، مع الانتقال إلى قلب المبنى أو الطابق السفلي (القبو) حيث تتوفر أكبر طبقات من الحماية الطبيعية ضد الإشعاع، وتؤكد اللجنة على أهمية تجنب تناول الأطعمة أو المياه التي تكون ملوثة بالإشعاعات، واتباع التعليمات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة بشأن الوقاية والرعاية الطبية.