ما هو حكم زواج متلازمة داون؟ توضيح شرعي بعد انتشار فيديو الزفاف

بدأ الحديث عن حكم زواج متلازمة داون يكثر خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما أثار مقطع فيديو يوثق حفل زفاف شاب مصاب بمتلازمة داون حالة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مشاعر متباينة بين التعاطف والدهشة، والتساؤلات حول مدى جواز هذا النوع من الزواجات، وطرحت تساؤلات جوهرية بشأن الأهلية القانونية والشرعية لزواج من يعاني من إعاقات ذهنية، لا سيما في حالات متلازمة داون، ومدى إمكانية بناء أسرة مستقرة على أسس قانونية وإنسانية في مثل هذه الظروف.

حكم زواج متلازمة داون

في ردها الرسمي، أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم زواج متلازمة داون، وأن زواج المصابين بإعاقات عقلية بسيطة، مثل حالات متلازمة داون، لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، شريطة أن تتوافر الأركان الأساسية للزواج، وعلى رأسها القدرة على التمييز واتخاذ القرار، وأشارت الدار إلى أن الفقه الإسلامي تطرق قديما إلى حالات زواج فاقدي الأهلية الجزئية، مثل المجنون، وخصص لهم نظام ولاية خاصة تضمن مصلحتهم وتحمي حقوقهم، ولفتت إلى أن تزايد الوعي والدعم الاجتماعي يستطيع أن يسهم في تعزيز فرص هؤلاء الأفراد للعيش ضمن علاقات اجتماعية طبيعية وآمنة.

هل زواج متلازمة داون حلال

أكدت الفتوى أيضا بشأن حكم زواج متلازمة داون، أن الربط بين الزواج والإنجاب بشكل صارم هو أمر غير دقيق، وأن مؤسسة الزواج في جوهرها لا تقتصر فقط على الإنجاب، بل تقوم على مفاهيم أوسع مثل المودة، والتكافل، والرعاية النفسية والاجتماعية، وأشارت إلى أن هناك العديد من الزواجات التي تتم رغم عدم قدرة أحد الطرفين على الإنجاب، مثل كبار السن أو المصابين بالعقم، ولا تعتبر باطلة أو غير شرعية، وبالتالي، فإن زواج الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية يجب أن ينظر إليه من منظور تحقيق مصلحة الشخص نفسه، لا من منظور التوقعات التقليدية.

الإفتاء توضح حكم زواج متلازمة داون

وفي ختام الرأي، شددت دار الإفتاء على أن أي قرار يتعلق بزواج المعاق ذهنيا يجب أن يصدر من الولي أو الوصي، بشرط أن يكون دافع القرار هو تحقيق المصلحة المباشرة للفرد، وليس العكس، وأوصت بتفعيل دور الجمعيات الأهلية والمجتمعات المتخصصة في إيجاد فرص للتعارف والارتباط بين ذوي الحالات المتقاربة.